میخائيل نعيمة كأديب
المقدمة:
ميخائيل نعيمة هو أديب وشاعر وكاتب لبناني الأصل، يُعد علامة بارزة في نهضة الفكر العربي الحديث، فقد تميّز في كتابة المقالات الأدبيّة، وكان من أهم مؤسسي مدرسة المهجر، ومن مؤسسي الرابطة القلميّة إلى جانب الأديب جبران خليل جبران، وغيره من أدباء المهجر المعروفين. و يعد من أهم رواد المدرسة الأدبية الحديثة في القرن العشرين، و عاش حياته بين الولايات المتحدة ولبنان.
تنوعت الكتابات التي قدمها بين المسرح والفلسفة والشعر والنقد. له العديد من المؤلفات باللغة الانكليزية واللغة العربية إلى جانب العربية. حبه للطبيعة والتأمل أضاف نکہة خاصة على أسلوبه وكتاباته التي مازالت خالدة ليومنا هذا ويعتبر العديد منها كمراجع أدبية هامة.
نشأته وحياته:
ولد ميخائيل نعيمة فى مدينة بسكتنا فى جبل صنين بلبنان عام 1889م، حيث أنهى نعيمة تعليمه الثانوي في مدرسة بسكنتا ودرس في معهد المعلمين الروس في الناصرة، والمدرسة اللاهوتية في بولتافا الروسية لمدة خمس سنوات، وأوكرانيا حيث إتطلع على الأدب الروسى ثم إنتقل إلى الولايات المتحدة حيث حصل على الجنسية الأمريكية ودرس الحقوق وحصل على درجة من درجات القانون والفنون الليبرالية في جامعة واشنطن.
بعد تخرج ميخائيل نعيمة من الجامعة إنضم إلى رابطة القلم التى تأسست على يد أدباء المهجر وكان من ضمن الأدباء لهذه الرابطة جبران خليل جبران وثمانية كُتَّاب آخرين شكلوا حركة لإنبعاث الأدب العربي من جديد.
وبعد أن عاش نعيمة في الولايات لمدة 21 عام عاد إلى مدينة بسكنتا حيث عاش لبقية حياته فيها وزاد نشاطه الأدبى ولقب ب "ناسك الشخروب" وتوفي فى بيروت 28 فبراير عام 1988م، إثر إصابته بإلتهاب رئوي عن عمر يناهز ال 98 عام.
أدب ميخائيل نعمة:
يعتبر من أوائل الكتاب العرب الذين تمكنوا من الوصول إلى الثقافة الغربية بسبب الحياة التي عاشها هناك. ثم قام بمحاولات كثيرة لتبسيط مفردات ومصطلحات اللغة العربية، وحررها من الإضافات والزينة والكلام المفرط. كما جعلها أقرب ما يمكن إلى الأسلوب التصويري القريب من واقع الأحداث. استفاد نعيمة من البحث في الأدب العربي والغربي في تطوير أسلوب كتابة القصة القصيرة. وكذلك في عملية كتابة رحلة حياته على مدار السبعين عامًا الماضية من خلال محاولة كتابة سيرته الذاتية في كتابه (السبعون). كان يعتقد أن حياته تقترب من نهايتها ، لكنه عاش بعد ذلك مدة تصل ال 100 عام فترة طويلة قرابة 100 عام.
أما النقد: فقد حاول نعمة تجديد مصادر النقد العربي، حيث طور الأدب العربي بما يواكب الحياة وتطورها المتسارع. حيث يجب أن يكون الأدب مجرد صدى للحياة. دعوة للحداثة والتطوير والابتكار. من خلال متابعة وقراءة أدب نعمة، نتعرف على نزوعها القوي للفئات المهمشة، الكادحة والفقيرة. الأمة ومشاكلها. دعا الكاتب أن يكون رسولاً لوطنه وأمته من خلال معالجة مشاكل تلك الأمة وقضاياها المختلفة في كتاباته و مؤلفاته. يميل نعمة إلى الصوفية في معظم أعماله الأدبية ونقاء الذهن، وذلك بسبب دراساته في كل من المسيحية والإسلامية. حيث دائماً تتميز كتابات ميخائيل نعيمة بالحيادية والبعد عن التعصب الديني او المذهبي.
من اهم أعمال ميخائيل نعيمة الأدبية:
سنتها الجديدة:-
تعدُّ هذه المجموعة القصصية أولى مؤلفات نعيمة، وقد كان عمره آنذاك 25 عامًا تقريبًا، فقد نُشر هذا الكتاب في عام 1914م عندما كان نعيمة يتابع دراساته في الولايات المتحدة الأمريكية.
الغربال:-
الغربال من افضل كتابات نعيمة في النقد تعرف عليه في عدة نقاط هامة، من أهم كتابات نعيمة في مجال النقد، حيث جمع العديد من المقالات لتأسيس حقبة جديدة في النقد. عبر فيها عن آرائه بشكل عفوي وشجاع وجريء، متجاوزًا الأساليب التقليدية القديمة. رفض نعيمة في هذا الكتاب ان يكون الادب مجرد صدي للحياة تم نُشر هذا الكتاب لأول مرة في عام 1923 م.
مذكرات الأرقش:-
رواية لنعيمة يعبر من خلالها عن آرائه وأفكاره في الحياة والأشياء والبشر، يتحدث فيها عن شخص غريب الأطوار يعمل صامتًا على الدوام في مقهى، ويراقب الناس من خلال بصيرته وخياله وروحه الطاهرة، ويكتب ذلك في مذكراته التي ينسجها نعيمة بأسلويه الساحر.
الآباء والأبناء:-
وهي رواية مسرحية وتمثيلية مكونة من4 فصول تتناول الحياة الشرقية بأسلوب شيق وبارز. تصف وتحلل المشاكل والصراعات المستمرة التي توجد بين الآباء والأبناء والأجيال القديمة والجديدة. نُشر هذا الكتاب لأول مرة في نيويورك عام 1917 م.
كرم على الدرب:-
برع نعيمة كمفكر وفيلسوف بالإضافة إلى كونه شاعرًا وكاتبًا. ويجمع هذا الكتاب بين أقوال وأمثال كتبها نعيمة. تتمحور حول حكمته الخالصة ونقلها لمنفعة الآخرين، وكلمات حكمته حيث كان لها تأثير كبير بين القراء.
لقاء:-
وهي عبارة عن رواية لخص فيها نعيمة فكره وعقيدته. حيث تتحدث عن فكرة صوفية فلسفية تعود أصولها إلى وحدة التناسخ والوجود.
بعض المقالات والدراسات الأخرى لنعيمة
جبران خليل جبران.
صوت العلم.
رسائل من وحي المسيح.
الهوامش.
الرياح العاصفة.
الإنسان.
زاد المعاد.
مراحل (مسارات) .
نور وحفر.
اليوم الأخير.
وأبعد من موسكو.
قصائد ميخائيل نعيمة الشعرية:
كتب الشاعر اللبناني الراحل مجموعة قصائد شعرية واحدة وهي (همس الجفون) وكتبها باللغة الإنجليزية ثم أداها. وقد قام بترجمتها محمد الصباغ في عام 1945م حتى انتقلت تجربته الشعرية إلى اللغة العربية. وقام بتأليف قصيدة (النهر المتجمد).
بعض من اقوال ميخائيل نعمة:
الصورة الذاتية في الإهمال.
الغني هو الذي يتخلص من الشيء بدونه.
نود أن ننسى ما ننساه يجعلنا ننساه.
القلب الحزين والفقير لديه أرق وأسمي المشاعر.
البيت الذي لا يعرف الضيف مقبرة لسكانه.
الناس عبيد لعاداتهم.
التردد هو ضعف ينبع من الخوف من الندم في المستقبل.
المؤقت لا يدوم ، والدائم لا يمر ، فما هو الدائم في الكون الميت كله.
الكلام مزيج من الحقيقة والأكاذيب. أما الصمت فلا تنخدع الحقيقة.
الحرية أغلى ما في هذا الوجود، لذلك ثمنها باهظ.
ويل لمن يمتلك الصناديق والمفاتيح كثيرة!
لا جدوى من التباهي بالحرية عندما تكون مقيدًا بالمنطق.
دقيقة الألم ساعة ، وساعة اللذة دقيقة.
الحرية ثمرة نادرة تنمو على شجرة نادرة تسمى الفهم.
المدينة الكبيرة هي المدينة التي تسودها المعرفة والحرية والأخوة والولاء.
يوجد في روحي اليوم إيمان عميق ، إيمان لا يتزعزع بأن الحب هو المفتاح.
الخاتمة:
و أخيرا أنا أقول قدم ميخائيل نعيمه خلال مسيرته الأدبية والفكرية باقة من الكتب الأدبية القصصية والشعرية والنقدية المفعمة بالروح الصوفية المنبثقة من نفسه انبثاقاً إنسانياً متعاطفاً مع البشر المعذّبين، وبالنزعة الإصلاحية والنقدية، فكان واحداً من قادة النهضة الفكرية والثقافية الذين أحدثوا اليقظة وقادوا إلى التجديد الأدبي العربي.