محمد مندور واسهاماته في النقد الأدبي
ولد الكاتب الملقّب بشيخ النقاد محمد عبد الحميد مندور في سنة 1907م في كفر مندور بمحافظة الشرقية، وحصلَ على العديد من الشهادات في الآداب والحقوق واللغة اليونانية والفرنسية والأدب الفرنسي، وعمل مُعيدًا في كلية الآدآب، ودرس اللغة الفرنسية والترجمة من الفرنسية إلى العربية في معهد الصحافة، ثمّ عيّنه طه حسين عضوًا في هيئة التدريس في جامعة الإسكندرية، وحصل على الدكتوراه بأطروحته "النقد المنهجي عند العرب" تحت إشراف الدكتور أحمد أمين، وقدّم استقالته من الجامعة، وعمل في الصحافة في جريدة المصري عام 1944م. و توفي في سنة 1965م.
محمد مندور كاتب ولُغويّ وناقد وصِحافيّ عمل في التدريس الجامعي والصحافة، وله محاضرات في كلٍّ من الشعر والمسرح، وقد عرف محمد مندور ولمَعَ اسمه في حقل النقد الأدبيّ، ويعرف النقد الأدبي على أنّه الفن الذي من خلاله يُحكم على الأعمال الأدبية وتصنف بحسب مجموعة من المعايير والشروط، التي تسمّى بالمعايير أو الشروط النقديّة، وقد اختلفت معايير النقد الأدبي قديمًا عن معايير النقد الأدبي حديثًا، وهناك من يعدّ النقد الأدبي عملية يشترك فيها ذوق الناقد مع إحساسه، وثمّة من يجعل الدراسة والثقافة حول مدارس النقد الأدبي وأهمّ رواده، أساسًا لتأهيل الشخص ليصبح ناقدًا، فعملية النقد ليست عملية عشوائية تصنف العمل على أساس الشعور الأول بأنه مقبول أو غير مقبول، وإنما هي عملية تخضع لمعايير أكاديمية، وإضافة إلى اشتهار مندور بالنقد.
يعدّ مندور من أهم النقاد المجدّدين للأدب العربي الحديث، ومن أشهر مؤلفات محمد مندور في النقد الأدبي و من أهمها:
النقد المنهجي عند العرب: وهو كتاب مترجم عن لانسون وماييه الفرنسيين، ألمح فيه مندور إلى وجود بعض الثغرات في التراث النقدي العربي عند مقارنتها بالمفاهيم الحديثة للنقد، ومن هذه المفاهيم النقد الألسني، وقد طالب بسد تلك الثغرات، وللتعريف بالألسنة قام بترجمة بحثين غربيين.
النقد والنقاد المعاصرون: وقد تناول في هذا الكتاب عددًا من النقاد المعاصرين أمثال الشيخ حسين المرصفي، حيث أثنى عليه ومدحه كثيرًا في الكتاب.
نماذج بشرية: وقد ضمّ الكتاب نقدًا لشخصيات عدّة بطريقة متمكّنة، ومن الشخصيّات التي نقدها الكاتب، هاملت وفاوست، وإبراهيم الكاتب والملك لير، إلى جانب التعبير عن الأفكار بطريقة رائعة وممتعة.
فى الأدب والنقد: يناقش هذا الكتاب مسائل النقد الأدبى التى تخطت حاجز الغموض وأصبحة قضايا عينية ملموسة، أصبحة مسائل عالمية تحول إلى مادة للدراسة والبحث من قبل المختصين بالنقد الأدبى.